ما أجمل أن يلتقي الإخوة للتأمّل والصلاة!
ما أجمل أن تحدِّد الرعيّة يوماً للرياضة الروحيّة السنويّة لمنظّماتها الرعويّة!!
ثلاثة فرق تنتمي إلى: عائلة قلب يسوع، أخويّة الحبل بها بلا دنس وعائلة مار منصور التقت بإيمان، وصلّت بحرارة، وتأمّلت بصمت!!!كان ذلك من خلال دعوة البالغين المنضمِّين إلى هذه المنظّمات، وكان اللّقاء يوم الأحد 29 آذار 2009 في دير مار انطونيوس الكبير التابع لمركز المعاقين في بيت شباب...
أربعون مؤمن ومؤمنة، تتراوح اعمارهم بين ال35 وال69 سنة، امضوا يوماً كاملاً يحاورون ويتحاورون، يناقشون ويحلّلون رسائل مار بولس، وحياة رسول الأمم، وهمهم، كل همهم: ان يسيروا على خطى الرسول بولس، وان يتعلّموا منه: التواضع، والإيمان، والثبات في محبّة المسيح...انطلقنا من أمام كنيسة سيّدة النجاة - الزلقا الساعة 8،45 صباحاً.
وصلنا حوالي الساعة 9،25 صباحاً. دخلنا الكنيسة حيث كان في انتظارنا الشدياق "وليد ملاح"، الذي كان برفقة منظّمة الشبيبة الذين أقاموا رياضتهم الروحيّة على طريقتهم الخاصّة...قدّم الشدياق وليد الملاح صلاة الصباح بطريقة عفويّة محببة، ثمّ شرح الغاية من اللّقاء ومما قاله: "جئنا اليوم لنتعلّم من بعضنا البعض المزيد من حياتنا المسيحيّة..."بعدها توزّعنا مجموعات خماسيّة وسداسيّة، وكان لكل مجموعة موضوع خاص لا يشبه الآخر. على مدى ساعة ونصف، نوقشت المواضيع، وكُتبت التقارير، وسُلّمت لأمينة السر... ثمّ دُعينا لاستراحة قصيرة تناولنا خلالها قهوة "فيوليت"، وكعكة "لودي"...
خلال الاستراحة وُزّعت علينا جمل مأخوذة من الأناجيل ورسائل مار بولس لفترة التأمّل الخاصّة. لاقت فكرة الجمل استحساناً لدى المشاركين، وصاروا يتبادلون الأفكار حولها.القسم الثاني من يوم الصلاة هذا، كان شهادة حياة، أعطاها الشاب الضرير "نقولا" والمقيم في معهد بيت شباب... تحدّث عن حياته، عن طيشه، عن عدم التزامه، عن كرهه لرجال الدين. ثمّ تحدّث عن ندمه، وعن فقد نظره ورجله، وعن ظهور النور في عينيه رغم فقدان البصر وقال: إنّه نور المسيح وشعاع حرارة الإيمان... تركت شهادة هذا الشاب أثراً عميقاً في نفوسنا...عدنا لمناقشة التقارير التي رفعتها المجموعات، وهذه المرّة كانت عن اضطهاد بولس، ارتداده، أسفاره، أعماله وتبشيره... نوقشت حياته بروح ليتورجيّة عالية، وبعمق إيماني مميّز، وبعفويّة الانتقاد المبسّطة...في هذه الأثناء وصل الخوري إيلي صفير مرشد المنظّمات الرعويّة، ووصل معه دعم "السندويش للغداء"... استراحة، أكل، قهوة، شاي، نسكافه، موز وبيتي فور، والكل يخدم الكل...القسم الثالث: توجّهنا إلى الكنيسة، وكان وصل الخوري خادم رعيّتي عين الخروبة والسفيله الخوري أنطوان باز، لسماع الاعترافات، وتنقية القلوب، والمصالحة مع الذات والقريب واللّه...ختام الرياضة الروحيّة، احتفل الخوري إيلي صفير بالقدّاس, وقد عزف على الغيتار الشدياق وليد، ألحاناً فرّحت نفوسنا وقلوبنا، وتمنّينا أن يطول الوقت أكثر، لأنّنا سكرنا من خمرة الرب...مساءً: عدنا لعيالنا حاملين معنا بخّور اللّبان والإيمان...
